الشيخ: الحقيقة أنا لا أوافق على هذا التعميم. الحوار نجح .. الاستمالة نجحت .. حب الدنيا نجح .. لكن مشكلتنا نحن في التعميم، فأنا أقول: القضية تحتاج إلى شيء من التفصيل، ولكن نضطر أن نوجزها، شباب نحن دفعنا بهم، أنا شخصياً كنت ضد ذهابهم إلى بعض البلاد، لكن دُفع بهم بشكل كبير إليها، بيئة فيها معترك من الأفكار والآراء والمتناقضات، وأمريكا كانت تؤيد الموقف؛ لأنه ضد الاتحاد السوفييتي، ومولت هؤلاء، فإن كانوا إرهابيين فهي أكبر ممول للإرهاب، وإن كانوا يقاتلون عن عدل فهذا يحسب لها إذا أرادت ذلك الخير.
على أية حال .. كان العالم كله يتجه اتجاهاً واحداً، فبعد أن حدث ما حدث؛ لأن القتال أو المقاومة الأفغانية نفسها لم تكن مؤصلة تأصيلاً كما كنا نطالب ونريد، وحدثت المشكلات التي كانت في النهاية مؤدية إلى قتال فتنة بينهم، وعاد أولئك متهمين في بلادهم، وقد عادت ألوف منهم، والآن المتهم منهم بممارسة العنف عشرات، وهب أنهم مئات، منهم من عاد إلى عمله الطبيعي، ذهب ليقاتل في سبيل الله يريد الجنة ثم رجع إلى عمله العادي لا كفّر مسلماً ولا دخل في تنظيم، وإنما أراد الجنة ورجع، وبعضهم فتن بشيء من الدنيا ومال إليها، وبعضهم وجد فئات من أهل العنف فاستمالوه حتى أصبح يكفر إخوانه الذين هناك، والبعض جلس مع أهل العلم وناقش ونوقش واستقام حاله وعقيدته، وهذه حجة أحتج بها دائماً على نجاح الحوار والانفتاح.
أنا أصارحك وأصارحهم وغيري من الإخوة، لكن أنا أتحدث عن نفسي، لا لأني فعلت كل شيء، لكن أقول عندما أتكلم عن نفسي: فأنا أتكلم عما أعرف، أنا أفتح له المجال حتى مجال تكفيري أنا، أقول له: يا أخي! تعال دلني لماذا أنا كافر؟ تناقش، إلى من نرجع؟ كيف نتفاهم؟ وفي الحقيقة هناك أعداد وكثير من العلماء يعرفونهم، بل حتى اللجنة الأمنية تعرف أن هناك فئة لا ينطبق عليها، وهذا دليل على نجاح الحوار.
النجاحات الأمنية: أنا أعتقد أن المعالجة الأمنية وحدها لأي قضية من هذه القضايا لا تنجح في القبض على من يعمل، بل القبض أحياناً يقع على من لا يعمل ولا يجيد بعض العمل.
لكن استئصال الفكر لا يكون إلا بالعقيدة الصحيحة، عقيدة أهل السنة والجماعة لا نبتدع فيها شيئاً.